جديد المواضيع

قائمة

لاتقتل وقتك نصائح قد تغير من حياتك !!

" "


 لاتقتل وقتك نصائح قد تغير من حياتك !!
أليس عجيباً أن تسمع من زملائك أنهم يريدون قتل الوقت بلعب الورق، أو قتل الوقت بالدردشة (Chatting) على الإنترنت، أو قتل الوقت بالكلام في أعراض الناس، أو نحو ذلك؟!.

هل الوقت عدوٌّ يُقاتَل؟!.. وهل النجاح في الحياة يكون بأن نقتل الوقت في أي شيء تافه؟!..

أليس من الأجدر أن نصادق الوقت بدلَ أن نقاتله؟!.

أليس من الغباء أن نعادي أحقَّ شيء بصداقتنا؟!.



1ـ نعمة لا تضيِّعْها:

فوقت الفراغ نعمة عظيمة تستحقُّ التقدير والاستثمار؛ فهو فرصة لتجديد النشاط، وترويح النفس، وشحذ الهمم..

وقد حذَّرنا رسولنا (ص) من هدر وقت الفراغ وعدم تقدير نعمته تعالى فقال:

«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة، والفراغ»([1]).

أي: الصحة والفراغ من أعظم النعم التي يكثر هدرها وإضاعتها بأبخس الأثمان.

كان الحسن البصري رحمه الله يقول في اغتنام هذه النعمة العظيمة:

«ما من يوم ينشقّ فجرُه إلا نادى منادٍ من قِبَلِ الحق:

يا بن آدم! أنا خَلْقٌ جديد، وعلى عملك شهيد..

فتزوَّد مني بعملٍ صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة».

فهل نحن ممن يتزوَّد بالعمل الصالح كل يوم؟.


2ـ لهو.. ورقص.. وغناء:

بعض الشباب يقضي جُلَّ وقته في المقاهي، وأماكن اللهو واللغو، وفي الجلسات مع الشلة والأصحاب، لا يفطنون إلى ذكر الله مرة واحدة.. بل كلام فاحش، وهتك للأعراض.. وغيبة أو نميمة.

يحفظون الأغاني الماجنة، ويشاهدون سرّاً أو علناً، الأفلامَ الهابطة.. وبعضهم يسرف في إطالة شعره، ويتبع (نجوم الفن) في قصَّة شعره أو تسريحته، يعشق الممثل الفلاني، أو المغنية الفلانية.. بل يعلّق صورها على جدران غرفته.. والبعض يضع سلسلة في رقبته، أو مطاطاً في معصمه، أو زينة على صدره([2]).

فهل يرضى هؤلاء عن هذه الحياة التي يحبونها؟! أيرضى ذلك لابنه؟ أيرضى أن يلاقي الله بمثل هذه الصورة، أو على تلك الحال؟.. ألا يعلم أنَّ مَلَك الموت لا يفرِّق بين شيخ وشاب، ولا غني ولا فقير، ولا مريض ولا صحيح؟!.

كم نسمع عن حوادث السيارات التي تحصد أرواح شباب خرجوا وهم يغنّون ويرقصون، بطونهم مليئة بنعم الله، وجيوبهم ملأى بالأموال.. عادوا إلى بيوتهم جثثاً في توابيت!.. ما أوتي أحدهم لحظة ليتوب أو يرجع إلى الله.. قال تعالى:

(ثُمَّ رُدُّوا إلى الله مولاهُمُ الحق ألا له الحكم وهو أسرعُ الحاسبين) [الأنعام:62].

خرجوا بالسيارات الفارهة، وبالعطور الفاخرة، والأزياء العابثة.. وعادوا إلى حفرة صغيرة، وهالوا عليهم التراب!..

انظر إلى تلك الآيات القرآنية التي تصوّر حال هؤلاء..

يقول الله تعالى: (ولقد جئتُمُونا فُرداى كما خلقناكم أول مرةٍ وتركتُم ما خوَّلناكم وراء ظُهُوركُم وما نرى معكم شُفعاءكُم الذين زعمتُم أنَّهُم فيكُم شُركاؤا لقد تقطَّع بينكُم وضلَّ عنكُم ما كُنتم ترعمُون) [الأنعام:94].


3ـ أوقات عليها حسرات:

تذكَّر يا أخي أن تلك الجلسات التي ضاعت بين (البلوت) و(الكونكان) والغيبة وهتك الأعراض، أو مشاهدة الأفلام.. ستكون حسرة على صاحبها، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«ما اجتمعَ قومٌ فتفرَّقوا عن غير ذكر الله، إلّا كأنما تفرَّقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة»([3]).

فاذكر الله تعالى من حين لآخر، ولا تغفل عن ذكر الله؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«مَثَلُ الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»([4]).

ومن الشباب من أصبح ديدنه متابعة أخبار الرياضة.. فيموت من أجل نادٍ أو يقاتل من أجل آخر.. حتى تصبح الرياضة همّه الأول والأخير في الحياة. وهناك الهوس التشجيعي حتى يكون ديدنه ليل نهار؛ يشجع ويدافع عن ناديه فرداً فرداً، ويشيع انتصارات ذلك النادي.. وكأنه أعاد لنا القدس والأندلس المفقود!!.

لا تضيّع وقتك، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك...

وقال تعالى: (وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شُكُوراً) [الفرقان:62].

فالليل والنهار كنزٌ لمن أراد أن يستغله في طاعة، أو فكر، أو علم نافع!.

ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:

«إني لأرى الرجل ليس في مهنة من الدنيا، ولا عمل للآخرة، فيسقط من عيني».


4ـ عمرك الحقيقي:

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

«ما ندمت على شيء كندمي على يومٍ غربت شمسه:

نَقَصَ فيه أجلي..

ولم يزِدْ فيه عملي...».

ورحم الله شاعراً ما زلتُ أتمثَّل شعره منذ أن كنتُ في الثانية عشرة من عمري.

يقول الشاعر:

إذا مرَّ بي يومٌ ولم أقتبسْ هدىً            أو أستفدْ علماً فما ذاكَ من عمري

فعمرك الحقيقي لا يقاس بالسنوات التي قضيتها منذ الولادة، وإنما يُقاس بقدر ما قدَّمت لنفسك وللإسلام من عظائم الأعمال الصالحات.

فحدِّد لنفسك هدفاً غالياً تعيش من أجله، وتسعى جاهداً لتحقيقه..

وأخلص النيّة لله تعالى ترَ ثمرة عملك.

يقول المصطفى (ص): «إن تصدُق الله يصدقك...» ([5]).


5ـ لا تهمِّش نفسك:

لا تهمِّش نفسك، ولا تجعلها خارج خارطة الحياة، ولا تقولنَّ لنفسك يوماً: هناك من يعمل للأمة.. وهناك من يقول.. وهناك من يبني.. أما أنا فلستُ منهم ولا أقدر على شيء!.

لا يا أخي.. احذف كلمة (لا أستطيع) من قاموسك؛ فأنت قادر بإذن الله على العطاء في الحياة.. قادر على أن تطوّر نفسك، وقادر على أن تكون مثالاً يُحتذى.. وكثير من الشباب من قال مِثلَ ما قلت، ثم ما لبث أن أصبح شامةً بين الناس؛ ينظر إليه الناس بثقة وإعجاب.

إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على تطوير نفسك فهناك كُتبٌ تعلّمك ذلك، وهناك معاهد متخصّصة في التنمية البشرية.


6ـ إياك والتسويف:

إياك والتسويف.. ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد..

وإذا عزمت على عمل الخير فبادره، ولا تقل: الأيام طويلة.. وسوف أفعل كذا وكذا.. سوف أحفظ.. سوف أقرأ.. سوف أستمع إلى الأشرطة المفيدة، وهكذا...

فالوقت يمرّ مرَّ السحاب، وخاصة في هذا الزمن الذي أخبر عنه النبي (ص) فقال:

«لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان..

فتكون السنة كالشهر..

والشهر كالجمعة..

وتكون الجمعة كاليوم..

ويكون اليوم كالساعة..

وتكون الساعة كالضرمة بالنار»([6]).

وقد توعَّد الله سبحانه وتعالى أولئك الذي ألهاهم الأمل فقال:

(ذرهُم يأكُلُوا ويتمتَّعُوا ويُلهِهُم الأملُ فسوف يعلمون) [الحجر:3].

يقول الإمام القرطبي في تفسيره: «وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكَّن من القلب فسد مزاجه، واشتدَّ علاجه، ولم يفارقه داء، ولا نجح فيه دواء..».

وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها والحب لها، والإعراض عن الآخرة.. ولذا قال رسول الله (ص):

«صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل»([7]).


7ـ صور من استغلال الوقت:

يروي لنا التاريخ قصصاً عجيبة ومؤثّرة.. كيف كان الصحابة والتابعون وعلماء هذه الأمة يعرفون قيمة الوقت.

ـ فهذا ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول: «إني لا يحلُّ لي أن أضيع ساعةً من عمري، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في الثمانين أشد مما كنتُ أجده وأنا ابن عشرين سنة. وأنا أقصِّر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سفَّ الكعك، وتحسّيه بالماء، على أكل الخبر، بسبب ما بينهما من تفاوت المضغ، توفيراً للوقت فأستغلّه في المطالعة أو في الكتابة».

هذا الإمام صنَّف ربما أكبر كتاب في العالم، ويبلغ ثمانمئة مجلد ـ ويقول عنه الإمام الذهبي: «لم يصنَّف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب».

هذا الإمام يفضِّل سفَّ الكعك وشرب الماء على أكل الخبز كي يوفر الوقت الذي يأخذه مضغ الخبز!!.

فكيف بنا ونحن نضيّع الساعات كل يوم في مشاهدة التلفاز أو الإنترنت وغير ذلك؟!.

وها هو ابن جرير الطبري صاحب التفسير الشهير، يروي عنه المؤرّخون أنه مكث أربعين عاماً يكتب في كل يوم أربعين ورقة.

حتى إن تلاميذه أحصوا أيام حياته منذ بلغ الحلم إلى أن توفي وهو ابن ست وثمانين سنة، ثم قسَّموا عليها أوراق مصنّفاته، فصار منها على كل يوم أربع عشرة ورقة؛ أي يكتب (14) ورقة في كل يوم بلا انقطاع!.

وهذا ابن النفيس كان إذا أراد التصنيف تُوضَعُ له الأقلام مبريةً، ويدير وجهه إلى الحائط، ويأخذ التصنيف إملاءً من خاطره، ويكتب مثل السيل إذا انحدر، فإذا كان القلم قد حفي (لم يعد يكتب) رمى به وتناول غيره، لئلا يضيع عليه الزمان في بري القلم([8]).


8ـ استثمر وقتك:

استثمر وقتك في مساعدة مَنْ يحتاج المساعدة من أهلك وإخوانك: في زيارة مريض، أو قضاء حاجة لأخ مسلم، أو مساعدة ضيف أو متضرر، أو تفريج كرب، أو تقديم عون، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته...

ومن فرَّج عن مسلمٍ كربة، فرَّج الله عنه بها كربةً من كرب يوم القيامة...

ومن ستر مسلماً، ستره الله يوم القيامة»([9]).

ويقول عليه الصلاة والسلام أيضاً:

«من عاد مريضاً، أو زار أخاً له في الله؛ نادى منادٍ: أن طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلاً»([10]).

اجعل لنفسك وقتاً تقرأ فيه القرآن كل يوم ولو جزءاً واحداً من القرآن؛ فقراءته لا تأخذ منك أكثر من (20ـ 30) دقيقة.. ومن منّا لا يملك نصف ساعة من يومه؟.

هل تريد أن تكون كالبيت الخرب إن لم يكن عندك شيء من القرآن؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«إنَّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب»([11]).

أم تريد أن تكون من حملة القرآن في ظل عرش الرحمن؟

يقول عليه الصلاة والسلام:

«أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال:

حُبِّ نبيكم، وحُبِّ أهل بيته، وقراءة القرآن.

فإنَّ حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه مع أنبياء الله وأصفيائه»([12]).

ألا تريد أن تكون ممن يأخذ بوالديه إلى الجنَّة؟.


9ـ كيف تستثمر الدقيقة من عمرك؟:

تذكَّر أن كثيراً من مشاريع الخير لا تكلِّف شيئاً، ويمكن أن تقوم بها وأنت ماشٍ على قدميك أو راكباً أو واقفاً أو جالساً...

ففي دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) خمس عشرة مرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن»([13]).

وفي دقيقة واحدة يمكنك أن تقرأ فاتحة القرآن والسبع المثاني ـ وما أدراك ما السبع المثاني ـ خمس مرات، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول لابن المعلى رضي الله عنه:

«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن».

ثم قال:

«(الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»([14]).

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تقول:

«سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» خمسين مرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»([15]).

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تقول:

«سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزِنَةَ عرشه، ومداد كلماته» عشر مرات.

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تصلّي فيها على النبي (ص) عشرين مرة فيصلي الله تعالى عليك مقابلها (200) مرة!!.

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تستغفر الله تعالى أكثر من سبعين مرة.

والاستغفار سبب للمغفرة ودخول الجنة، ودفع البلايا، وتيسير الأمور، والإمداد بالمال والبنين.

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تقول:

«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير» عشرين مرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير؛ عشر مرات، كان كمن أعتق أربع أَنْفس من وَلَد إسماعيل»([16]).

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تقول:

«لا حول ولا قوة إلا بالله» أكثر من أربعين مرة؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص):

«ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟».

فقلت: بلى يا رسول الله.

قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»([17]).

وفي دقيقة واحدة تستطيع أن تقول:

«سبحان الله وبحمده» مئة مرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:

«من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مئة مرة؛ حطَّت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر»([18]).

وأخيراً.. في دقيقة واحدة تستطيع أن تنهى عن منكر بالحكمة والموعظة الحسنة، أو تأمر بمعروف، أو تقدم نصيحة لأخ، أو تواسي مهموماً، أو ترفع الأذى عن الطريق.. وفي ذلك كله حسنات، وأيُّ حسنات...

في دقيقة واحدة يمكنك أن تنال رضا ربك.. فيمحو ذنبك، ويجعلها لك ذخراً يوم القيامة.

يقول ابن الجوزي في درره التي ينصح بها ولده ـ والمسماة بـ (لفتة الكبد في نصيحة الولد):

«اعلم يا بني أنَّ الأيامَ تُبسط ساعات..

والساعاتُ تُبسط أنفاساً..

وكلُّ نَفَس خزانة..

فاحذر أن يذهب نَفَسٌ بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم..

وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب..

فلا تُودعها إلا إلى أشرف ما يمكن..

ولا تُهمل نفسك..

وعوِّدها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه..

وابعث إلى صندوق القبر ما يسرُّكَ يوم الوصول إليه».

شارك :

التسميات:

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM